أخذ معه معطفا ً يقيه برد الطريق .. و غادر غرفته هائما ً يسير مع المارة بلا وجهة محددة ..
كان ثمة عائلة خارجة من المجمع التجاري , تتبادل فيما بينها الحديث و المزاح , والضحكات والهمسات ,
ويتخلل ذلك طرقعة أكياس ورقية ملئت بالدفء العائلي ونتاج التبضع والابتياع الأسبوعي ..
بعد عدة خطوات أحس أن العائلة تسير باتجاه سيره .. !
ابتسم بصمت فقد كان يعرف أنه هو من يسير باتجاه العائلة ..
لأنه خرج بدون هدف محدد , والعائلة لابد من هدف ٍ تسير إليه ..
بدا وكأنه يشاركهم الحديث بملامحه .. يبتسم معهم ..! يمعن الاستماع ثم يصدر قهقهة بدون صوت ..
وتارة يقف من بُعد ينتظر معهم حتى يلحق الصغار بعائلتهم
(الصغار الذين لايبرحون يتقافزون وهم يعدون بلاط رصيف المجمع ... )
وهكذا ..
أخذ يسير بمحاذاتهم من غير وعي ..
إلى أن وصلوا السيارة .. وقف على حافة الرصيف مبتعدا ً شيئا ً فشيء ..
والعائلة على الطرف الآخر , تتجمع لترتب الأشياء و الحاجيات
التي ابتاعتها من المجمع التجاري في صندوق السيارة الخلفي ..
وما أن رتبوا أشيائهم .. وأخذ الوالدين مكانهما المعتاد , حتى علا صوت الأبناء بالاعتراض والاحتجاج ... !
فقد كان كل واحد منهم يريد أن يجلس بجوار النافذة .. !
وجد نفسه مع جموع الناس يدخل في إحدى الحافلات العامة ...
وضع قطعة نقدية في الصندوق .. التفت إلى المقاعد ..
كانت جميعها فارغة ...!
وجميعها بجوار النافذة ..!!
جلس على إحداها ..
وأخذ يتلفت من النافذة ,, كان ينتظر مرور العائلة ليرى ..
من منهم حظي ! ( مثله ) ...
بمقعد بجوار النافذة ... !!!!
هـ ـا .. شرايكم ...
________________________________________________
_______________
_____
_